تلعب الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية وغيرها من المغذيات الدقيقة دوراً حيوياً في عمل أجسامنا بشكل صحي. ومع ذلك، قد لا يوفر النظام الغذائي اليومي هذه العناصر الغذائية بكميات كافية. وهنا يأتي دور المكملات الغذائية.
إذن، ما نوع الرحلة التي تخوضها هذه المنتجات على شكل كبسولات أو أقراص أو أكياس داخل أجسامنا؟
المحطة الأولى: المعدة
تصل المكملات الغذائية التي يتم تناولها عن طريق الفم أولاً إلى المعدة. هنا، يدخل حمض المعدة (HCl) والإنزيمات الهاضمة في العمل، مما يساعد الكبسولة أو القرص على الذوبان. بينما تذوب بعض المنتجات بسرعة في بيئة المعدة، يتم حماية البعض الآخر من حمض المعدة بفضل الطلاءات الخاصة. وبهذه الطريقة يتم نقل المواد الفعالة إلى الأمعاء دون أن تتحلل.
مركز الامتصاص: الأمعاء الدقيقة
يتم تصميم معظم المكملات الغذائية، وخاصة الفيتامينات والمعادن، لتذوب في الأمعاء الدقيقة. والسبب في ذلك هو المساحة الكبيرة للامتصاص في الأمعاء الدقيقة.
وبفضل البُنى المسماة بالزُغابات والزُغيبات، تصل مساحة سطح الأمعاء إلى حوالي 200 متر مربع. هذه المساحة الهائلة تعظم انتقال العناصر الغذائية إلى مجرى الدم.
تضمن تقنية الإطلاق المتحكم به المستخدمة في بعض المنتجات أن تذوب الكبسولة فقط عند درجة حموضة الأمعاء. وبهذه الطريقة يتم تحرير المواد الفعالة تماماً في المكان الذي تحتاج إليه، مما يزيد من كفاءة الامتصاص.
رحلة الدم: النقل والتوزيع
يتم نقل العناصر الغذائية الممتصة في الأمعاء أولاً إلى الكبد عبر الوريد البابي. وهناك تخضع لعملية الأيض الأولى ثم تدخل الدورة الدموية العامة. تنقل خلايا الدم الفيتامينات والمعادن إلى جميع أنحاء الجسم. وفي نهاية هذه الرحلة تحصل العضلات والأعضاء والأنسجة الأخرى على الدعم الذي تحتاجه.
في الخدمة داخل الخلايا
بمجرد أن تصل العناصر الغذائية إلى الخلايا، تشارك بنشاط في عمليات كيميائية حيوية مختلفة:
فيتامين C يقوي جهاز المناعة ويعمل كمضاد للأكسدة.
فيتامينات ب هي في صميم عمليات التمثيل الغذائي للطاقة.
الحديد هو أحد المكونات الأساسية للهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين.
المغنيسيوم ضروري لعمل الجهازين العضلي والعصبي بشكل صحي.
يلعب كل عنصر من المغذيات الدقيقة دوراً حاسماً في الحفاظ على الوظائف الأساسية للجسم.
الخاتمة: رحلة علمية
تخوض المكملات الغذائية رحلة منظمة للغاية عبر المعدة والأمعاء ومجرى الدم والخلايا بعد تناولها عن طريق الفم. هذه العملية ليست مجرد مساهمة إضافية في التغذية، بل هي أيضاً آلية دعم قوية للأنشطة الحيوية مثل إنتاج الطاقة، ووظائف المناعة، وإصلاح الخلايا.
باختصار، المكملات الغذائية ليست مجرد “منتجات إضافية”، بل هي دعائم قيمة مصممة علمياً تُظهر فعاليتها في المكان المناسب داخل الجسم.
هل كنت تعلم هذه المعلومات؟
مساحة سطح الأمعاء الدقيقة حوالي 200 متر مربع، أي ما يقارب مساحة ملعب تنس!
تمر بعض الكبسولات عبر المعدة وتذوب في الأمعاء، مطلقةً العناصر الغذائية في المكان الصحيح تماماً.
تُمتص الفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K) وتُخزن بشكل أفضل عند تناولها مع الدهون.
يستخدم الحديد والزنك نفس الناقل في الأمعاء؛ لذلك فإن التركيبة المتوازنة مهمة.
تصل العناصر الغذائية إلى الميتوكوندريا في الخلايا وتشارك في إنتاج الطاقة.
Helin
المؤلف
